يرى د. سهيل ذياب الذي أعيد انتخابه رئيسا لبلدية طمرة لدورة ثانية في الجولة الثانية للانتخابات  المحلية، أن أول وأهم خطوة سيقوم بها قريبا تشكيل ائتلاف بلدي واسع بهدف مواصلة العمل ومواجهة التحديات المستقبلية لطمرة، وعلى رأسها استمرار مشاريع التربية والتعليم وتوسيع الخارطة الهيكلية ومكافحة العنف، من أجل بناء الإنسان محليا، إلى جانب القيام بدور فاعل على المستوى القطري في لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.

وأجرى "عرب 48" هذه المقابلة مع رئيس بلدية طمرة، د. سهيل ذياب، للحديث عن هذه النقاط والمحاور.

"عرب 48": أهالي طمرة منحوك الثقة مرة أخرى، ماذا تقول لهم وهل لديك ائتلاف للانطلاق للعمل دون عقبات؟

ذياب: أقولها لأبناء طمرة الأحباء من خلال كل منبر إنني أشكركم من أعماق قلبي على الثقة الغالية التي منحوني إياها وعلى ما كلفتموني به مجددا بمهمة خدمتهم في السنوات الخمس المقبلة. أعلم أننا نقف في مرحلة فارقة أخرى من مسيرة مدينتنا، وفي مواقف كهذه يكون صدق الكلام فرضا ودقته ضرورة ملحة، والحق أقول إن الطمراويين قدموا درسا في الديمقراطية للمجتمع بأسره، عبر نسبة تصويت عالية وسلامة عملية انتخابية وحرية للتصويت، وعبروا عن صمود هذا البلد وأهاليه في وجه كل ما له أن يفرق وحدة هذه العائلة، العائلة الطمراوية الواحدة الموحدة. وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرا جليا عن إرادة الطمراويين الذين قرروا أن نستكمل خارطة المستقبل لطمرة يوم وضعنا نصب أعيننا مخافة الله وحفظ مصالح المدينة، وكان ردهم بمثابة إعلان صريح وشديد النقاء، وها نحن نحصد بفضل الله، ثمار إخلاصهم بعودتنا إلى حقول خدمتهم. ومن هنا أتوجه أيضا إلى الطمراويين وأدعوهم إلى تنحية أي سجالات أو توترات رافقت الفترات ما قبل الانتخابات وما بعدها التي لها أن تمس بتجريح أو تقليل من شأن أي جهة أو شخص، وعلينا أن نجدد سوية ولاءنا لطمرة ونجعل جل تركيزنا على مصلحة بلدنا وسلامة ومستقبل أهاليه. أما عن تحقيق الائتلاف، فنحن نعمل ضمن برنامج يضمن خلق قاعدة ائتلافية واسعة نستطيع من خلالها أن نحقق حلم العائلة الطمراوية الموحدة بمدينة متطورة متجددة يطيب العيش فيها، ضمن برامج عمل تضع نصب أعينها المصلحة العامة فوق أي مصلحة شخصية. وندعو المولى أن يمدنا بالسداد والتوفيق إلى ما فيه الصالح لهذه المدينة ومواطنيها، ونحن نعلم كم يعلقون علينا من آمال كبيرة ضمن مسؤوليتنا الجسيمة في خدمتهم بمرحلة فارقة أخرى في تاريخ طمرة الغالية.

"عرب 48": ماهي أهم التحديات أمامكم في هذه الدورة، وهل لديكم رؤية جديدة لمواجهتها؟

ذياب: لقد قطعنا مسيرة لا بأس بها من النهضة والتقدم من خلال عملنا في الدورة الأولى، ونحن نعي أن مشوارنا نحو الأفضل ما زال في بدايته لأن طمرة تستحق الأفضل. وضعنا في الفترات الأخيرة كتيبا بين يدي المواطنين ليس لحصر إنجازاتنا الماضية فحسب إنما أيضا رسالة تشير إلى شكل المستقبل الذي نحب أن يكلل طمرة التي ما زالت تتعطش إلى استمرار مسيرة الإعمار والبناء في شتى المستويات، بما في ذلك إعمار الإنسان قبل البنيان، خصوصا لما عانته من إجحاف وتمييز. مسيرتنا ستبقى في نجاح دائم بعون الله، ما دامت محبة الناس هي محرك عملنا، وثقتهم بنا هي رأسمالنا الأول. العمل البلدي ليس غايتنا، بل وسيلتنا في خدمة أهلنا ضمن إيمان مطلق أن السلطة المحلية هي أيضا مفتاح العدالة الاجتماعية الأول، عملنا في البلدية من رئيسها إلى أعضاء مجلسها وموظفيها هو الوقوف عند حاجات الناس ومواكبة متطلباتهم وآمالهم للوصول إلى الواقع المنشود.

"عرب 48": برأيك، هل هُزمت الأحزاب في الانتخابات المحلية بحيث برز تراجع كبير على حضورها، وما هي أهم الأسباب لهذا التراجع؟

ذياب: أعتقد أن كل الخريطة الحزبية في البلاد ومجتمعنا خاصة تشهد حالة من التخبطات وربما الصراعات، ويعود هذا برأيي لعدة أسباب ركازها أزمات وتكتلات سياسية، ولكن أكثر من هذا  تكتلات على أساس مصالح شخصية بعد أن بتنا نشهد التقليل من الشأن الإيديولوجي والفكري وتهميش المصلحة العامة أمام المصلحة الشخصية، بما في ذلك تدخلات غير مفهومة من الأحزاب القطرية الممثلة محليا، في مجرى الانتخابات المحلية وبرامج العمل لخدمة المواطن العربي لدرجة كانت هذه الأحزاب تشكل في الكثير من الأحيان حجر عثرة أمام رؤساء البلديات، بما في ذلك السعي إلى تفكيك ائتلافات والتصعيب بكل الطرق على العمل البلدي حتى مقابل رؤساء قوميين ووطنيين كان جل اهتماهم خدمة مصالح المواطن العربي في البلاد. نحن نشهد أيضا تفككا وضعفا في الهيكلية التنظيمية للأحزاب وتشعبا وأساليب عمل تخلو حتى من الخطاب والحوار اللذين يرتكزان على دستور أو مبادئ واضحة تلائم احتياجات المجتمع العربي، وتستوعب التغيرات المجتمعية وتتعامل مع متطلبات الأجيال الناشئة التي وجدت لها منابر أخرى كشبكة التواصل الاجتماعي تعبر من خلالها عما يجول في خواطرها وتشكل بالنسبة لها أطرا تنظيمية وتوعوية نحو العمل السياسي والاجتماعي.

"عرب 48": طمرة كبعض البلدات العربية شهدت تصاعدا في وتيرة العنف، مؤخرا، هل لديكم رؤية خاصة بكم لمواجهة هذا الملف؟

ذياب: ليس سرا أن موضوع العنف وظاهرة تفشي السلاح وانتشار الجريمة خطر يتربص بنا جميعا ويشكل تحديا ليس سهلا على الإطلاق، لكن يجب أن نقف بوجهه ونحن صامدون وأقوياء. طمرة في الحقيقة هي من الأماكن الطيبة الآمنة التي يعم الخير والمحبة بين صفوف أهاليها، وبالمقارنة مع أماكن أخرى وتعدادها السكاني فقد شهدت المدينة حالات معينة من ظواهر العنف وإطلاق النار بنسب بسيطة جدا، وكان هذا في الغالب إطلاق نار نتج عن خلافات بين أطراف محددة وقليلة استطاعت الأطراف نفسها وأهل الخير معالجتها سريعا دون تفاقم الأوضاع بحمد الله. ومن المهم أيضا التنويه بأن جرائم القتل تجتاح مجتمعنا بأعداد خيالية مقلقة في وقت يحافظ فيه الطمراويون على سلامة أنفسهم وقدسية الروح البشرية، فمن 72 جريمة قتل في العام الماضي لم تكن أي واحدة منها في طمرة. نحن نعي وباء العنف المتفشي بين أفراد المجتمع عامة وله أن يهدد مدينتنا، ونعي مسؤوليتنا الجسيمة تجاه أبناء المدينة خصوصا وأبناء مجتمعنا عموما كي نقف بوجهه يدا بيد، ومن هنا أيضا نركز جل اهتمامنا على رفع روح المحبة والتآخي وجمع العائلة الطمراوية الموحدة تحت خيمة سلام البلد وسلامة وأمان أهاليه. نرى أن ظاهرة العنف وإن ضربت طمرة في نسبة لا تتعدى 2% من السكان الذين يتعاملون بالسلاح والجريمة والذين ينبذهم المجتمع الطمراوي، لن تضعف من معنوياتنا. الروح الطمراوية فوق كل تهديد أو تحد، وعملنا المشترك والتكاتف بين المواطن والسلطة المحلية يجعلنا ندرك أهمية مكافحة هذه الظاهرة. الطابع الطمراوي الطيب المتين لا ينطبق عليه الوصف الذي تنشره الصحافة والتي من شأنها نشر الذعر والعنف ورسم صورة زائفة عن طمرة المودة والسلام لأسباب لا نعي حقا ما الهدف منها. نحن نشدد أيضا على أن ظواهر العنف التي ترتكز على نسب قليلة في المجتمع الطمراوي، تمر في مسار معالج ومكافح لها من قبل البلدية بما في ذلك ضمن برامج عمل دائمة لنشر الوعي والتثقيف لجميع الأجيال.

اقرأ/ي أيضًا | انتخابات طمرة: أبو رومي يلتمس للمحكمة لفحص السجلات